النول والمغزل
منذ أن انشغلت بالنقد الروائي والعلاقةُ بين الرواية والمجتمع تُمثِّل محدِّدًا يوجّه اهتماماتي بمعالجة نص ما دون غيره معالجةً نقدية؛ بل لا أبالغ إذا ما قُلت إني انصرفت مؤخرًا إلى قراءة النصوص الروائية التي تُخيِّلُ المجتمعات، دون غيرها من النصوص الكثيرة المعنية بالتجريب وتقنيات الكتابة. ربما كانت هذه الحالة، أو هكذا أنظر إليها، مرحلةً من مراحل افتتاني بالرواية فنًّا وموضوعًا للنقد، لعلِّي أتركها وأنصرف عنها إلى غيرها؛ ولذا أردتُ في هذا الكتاب أن أسجِّلها موضوعًا للدَّرس النقدي الذي يتوجَّه إلى نصوص روائية قادتني إليها –بدايةً- ذائقتي المولعة بموضوعاتها، ونشوتي بقراءتها. وقد يُلقي هذا الحديث ظلالًا من الشعور بالذاتية والانطباعية، والقارئ معذور إذا ما انتقل إليه هذا الشعور، الذي أؤكّده له؛ فهي حقًّا فتنة بِلَوْن من النصوص؛ فتنة قبل أي اعتبار آخر، ومع ذلك فإنها فتنة منظَّمة إذا صح الوصف، أو هكذا حاولتُ أن تكون في هذا الكتاب.