فئران أليفة
"ما زلتُ أواسي نفسي بجملتكِ القاسية: "عادي.. تُجهض النساء كل يوم!"، ولا أنسى. تأتيني البنت في أحلامي بأطراف غير مكتملة ووجه مسطح، أحاول أن ألمسها، فتفلت من يدي، وتجري نحو الحمام، تفتح الغطاء، وتقفز إلى الداخل، فتذوب في الماء من جديد. كان لا بد أن تُحرقي بيديه يا ليلى؛ لتستوعبي أنكِ من روضتِ الذئب!".
بجرأة تدخلنا الكاتبة والمترجمة نسمة عودة -في أولى أعمالها القصصية- إلى عالم يئِنُّ في أركان غرف فارغة من الحياة مليئة بالأسى، تقتحم أسرار النساء وشجونهن ووأد براءتهن حينًا، وتمردهن أحيانًا، تشكّل في 17 قصة قصيرة شخصيات ودمى أو شخصيات دمى! نساء قتلهن الخوف منهن وعليهن، ورجالًا أضاعهم الفعل واللافعل.. تمسك بيديها خيوط اللعبة جيدًا لتحرر حيوات وتُسجن أخرى، تعري المحجوب وتتغاضى عن المألوف، فتخوض تجربتها كاملة على فئران ألِفت التجريب فإن نجَت تترقى تجربتها للبشر وإن لم تنجُ فلا بأس من إزهاق روحها!