عباس محمود العقاد
شهد القرن العربي الممتد من عام 1850 إلى 1950 نهضة فكرية وأدبية مرموقة ما زلنا مشغولين بها بحثًا ودراسة، بالرغم من الطبيعة الديناميكية للفكر والأدب. وكان عباس محمود العقاد (1889- 1964) أحد فرسانها المهمين بما خاض فيه من أمور الحياة والفكر والأدب، وكان للبحث الفلسفي نصيب من موسوعيته التي ميّزته وكثيرًا من رجال عصره، على الرغم من أنها -أي الفلسفة- لم تكن في مركز اهتمامه.
وتفحص هذه الفصول جانبًا من المعالجات العقادية لقضايا الفلسفة تاريخًا وموضوعًا، مع مقارنة آرائه بآراء المعاصرين والقريبين من زمانه في الشرق والغرب؛ مثل: هيجل، ورينان، ورسل، وطه حسين، ومحمد لطفي جمعة، وزكي نجيب محمود، وغيرهم.
ومن القضايا المطروحة في الكتاب من وجهة نظره ونظرهم: أسباب نشأة الفلسفة في اليونان، وقيمة الفلسفة الإغريقية، وأهمية الفلاسفة الإسلاميين وآرائهم، ونزعة الدفاع الفكري، وغير ذلك.
ويزيد من أهمية الكتاب التوقيتُ الذي يصدر فيه؛ إذ يواكب الذكرى الستين لرحيل الكاتب الكبير، ما يؤكد أن تراثه الفكري والأدبي ما زال حيًّا، وإن كان جسد العقاد قد غادرنا إلى لقاء مولاه الغفار قبل كل هذا الزمان!